اخبار عربية ودولية

رؤية ملكية تجعل التسامح جسراً للتقارب الإنساني كرسي الملك حمد للحوار في روما.. رسالة سلام من البحرين إلى العالم



سيد حسين القصاب

منذ نشأة البحرين، كانت قيم التسامح والتعايش جزءاً أصيلاً من نسيجها الاجتماعي، وجاء تأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح عام 2018 بأمر ملكي من، جلالة الملك المعظم، ليترجم هذه الرؤية السامية إلى مؤسسة رائدة تعكس نهج المملكة في نشر ثقافة الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الشعوب والأديان.

يسعى المركز إلى إبراز منظومة القيم المشتركة بين الحضارات والثقافات والتعريف بها، والعمل على إثراء مسيرة التعايش والتسامح عالمياً.

كما يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية تلاقي الحضارات وتمازجها من أجل تحقيق السلم الإنساني، إلى جانب مكافحة الفكر المتطرف الذي يغذّي العنف والكراهية، حيث يمثل المركز جبهة فكرية تنويرية تقوم على الحوار، وتدعو إلى الاجتماع حول المشتركات الأخلاقية والإنسانية التي توحّد المجتمعات.

يعتمد المركز نهجاً عملياً يقوم على تنفيذ برامج تعليمية واجتماعية موجهة محلياً ودولياً، لقياس أثرها في نشر ثقافة التعايش والعيش المشترك.

كما يعمل على نقل نموذج البحرين الحضاري في التعددية الدينية والتسامح إلى العالم أجمع، انسجاماً مع رؤية جلالة الملك الرامية إلى بناء جسور المحبة والإخاء الإنساني.

من أبرز مبادرات المركز إنشاء كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش في جامعة سابينزا بالعاصمة الإيطالية روما عام 2018، حيث يعد هذا الكرسي العلمي الأكاديمي مبادرة رائدة في مجال الدراسات الدينية والحوار بين الثقافات، صمم نظامه التعليمي بمشاركة نخبة من العلماء والأكاديميين المتخصصين ليكون منصة تنويرية تستهدف الشباب حول العالم لمكافحة الإرهاب وتعزيز قيم التعايش.

يركّز كرسي الملك حمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة، وترسيخ مبادئ الحوار البنّاء ونبذ الطائفية والعنصرية، وتأهيل الشباب من مختلف الجنسيات في مجالات الحوار والتعايش السلمي. ترتكز فلسفة جلالة الملك على أن الحرية الدينية هي أساس التعايش، وأن الجهل عدو للسلام، ومن ثم فإن التعليم هو السبيل الأمثل لترسيخ ثقافة التسامح.

وانطلاقًا من هذا المبدأ، جاء الكرسي ليجمع طلابًا من أكثر من 300 شاب وشابة، يدرسون باللغتين الإنجليزية والإيطالية، عبر مناهج أكاديمية تتناول العلاقات التاريخية والواقعية بين الأديان، والتعددية الدينية، وتاريخ وممارسات الأقليات.

تم تدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش رسمياً في جامعة سابينزا بالعاصمة الإيطالية روما في 5 نوفمبر 2018، تحت رعاية جلالة الملك المعظم، ليمثل هذا التدشين لحظة فارقة في مسيرة المركز، حيث انتقلت المبادرة من كونها فكرة رائدة إلى مشروع أكاديمي ملموس يحتضنه أحد أعرق الصروح التعليمية في أوروبا، ليشكل نقطة انطلاق نحو تعزيز قيم التعايش والحوار على المستوى العالمي. لا يمثل الكرسي مجرد مبادرة أكاديمية، بل هو جسر للتواصل الإنساني بين أتباع الديانات المختلفة، ويعكس حرص مملكة البحرين على المساهمة الفاعلة في نشر ثقافة الحوار والسلام.

كما يجسد التزام جامعة سابينزا العريقة – التي تأسست عام 1303، وتعد واحدة من أرقى مؤسسات التعليم في أوروبا – بنشر القيم الإنسانية المشتركة، عبر احتضان هذا المشروع الأكاديمي الفريد.

احتضنت جامعة سابينزا في روما كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش، وهي واحدة من أعرق الجامعات الأوروبية، تأسست عام 1303، وتضم نحو 120 ألف طالب في مختلف التخصصات.

ويأتي اختيار هذه المؤسسة العريقة ليعكس البعد الدولي للمبادرة، حيث يسعى الكرسي إلى الوصول إلى قلوب وعقول الشباب من مختلف أنحاء العالم، وتزويدهم بالمعرفة والإلهام لإعلاء قيم التعايش والمحبة على أسس إنسانية عالمية.

يتم اختيار المسؤولين عن إدارة الكرسي عبر عملية تقييم دقيقة يشرف عليها خبراء وعلماء في مجالات الحوار بين الأديان والتعايش.

وتضمن هذه الآلية أن يكون القائمون عليه على دراية عميقة بتحديات التعددية الدينية والثقافية، بما يمنح المبادرة مصداقية عالمية وثقة من قبل أصحاب المصلحة.

إن مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، ومبادراته الرائدة مثل كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان في جامعة سابينزا بروما، يجسدان رؤية البحرين الحكيمة في جعل الحوار والاحترام المتبادل أساساً للتقارب الإنساني، فالتسامح الذي ينطلق من أرض البحرين اليوم، يتحول إلى رسالة عالمية تزرع قيم السلام والمحبة في قلوب الأجيال، وتؤكد أن التعليم والحوار هما الطريق الأمثل لمستقبل تسوده الإنسانية المشتركة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى