كيف تجعل الأسرة وقت المذاكرة أكثر متعة؟
مع بداية العام الدراسي، تعيش الكثير من الأسر لحظات من القلق والضغط النفسي، حيث تتحول ساعات المذاكرة إلى تحدٍّ يومي بين الأهل والأبناء. في كثير من الأحيان، تنشأ الخلافات بسبب محاولة الأهل فرض الالتزام، بينما يشعر الطفل بالملل أو النفور من الدراسة. لكن الحقيقة أن المذاكرة ليست بالضرورة مصدر توتر، بل يمكن أن تكون تجربة ممتعة وبناءة إذا تمّت إدارتها بطريقة صحيحة.
ومن هنا، تظهر الحاجة إلى بعض الخطوات العملية التي تساعد الأسرة على تنظيم وقت المذاكرة، وتحويلها من عبء ثقيل إلى فرصة للتعلّم المشترك وتنمية المهارات.
وأحياناً يتحول المنزل إلى جحيم خلال محاولات الأم السيطرة على الوضع وإجبار الأطفال على الاستذكار والدراسة. ومن هنا فهناك بضع خطوات وأساليب يمكن أن تساعد الأسرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة وجعل الدراسة أكثر سلاسة ومتعة.
ومن تلك الخطوات تهيئة بيئة مناسبة، وتخصيص مكان هادئ وخالٍ من المشتتات؛ وكذلك ترتيب المكتب والأدوات ليشعر الطفل بالجاهزية.
ومن الضروري وضع جدول مرن بحيث يتم تقسيم وقت الدراسة إلى فترات قصيرة (25-30 دقيقة) مع فواصل للراحة. وإدخال الأنشطة المحببة بين فترات المذاكرة.
وكم هو جميل استخدام أساليب ممتعة وتحويل بعض الدروس إلى ألعاب أو مسابقات.واستخدام الألوان، الرسومات، أو البطاقات التعليمية.واستخدام التحفيز والتشجيع مثل: مدح الجهد قبل النتائج. وتقديم مكافآت بسيطة (مثل وقت للعب أو نشاط يحبه الطفل).أيضاً إشراك الطفل في التخطيط وسؤاله عن الطريقة التي يرتاح فيها في الدراسة. ومنحه مساحة للاختيار بين المواد أو ترتيبها.
واحترس أيها الأب والأم من العقاب والضغط المفرط، بل استبدال الأوامر المباشرة بالحوار والإقناع. وكذلك التركيز على بناء علاقة إيجابية مع الدراسة بدل ربطها بالعقاب.
لتحويل هذه الأفكار إلى خطوات واقعية، يمكن للأسرة تطبيق الخطة التالية بشكل يومي:
1. التحضير «15 دقيقة قبل المذاكرة»:- تجهيز مكان الدراسة، ترتيب الأدوات، تناول وجبة خفيفة أو كوب ماء.
2. الجلسة الأولى «25–30 دقيقة»:- مادة تحتاج تركيزاً أكبر «رياضيات/علوم».- تقسيم الدرس إلى نقاط صغيرة مع استخدام الألوان أو الخرائط الذهنية.- بعدها استراحة قصيرة (5–10 دقائق).
3. الجلسة الثانية «25–30 دقيقة»:- مادة أخف أو مفضلة للطفل.- تطبيق عملي مثل حل أسئلة قصيرة أو عمل ملخص بالرسم.- بعدها استراحة أطول «15 دقيقة».
4. الجلسة الثالثة «20–25 دقيقة»:- مراجعة ما تمت دراسته بالأمس.- حل تدريبات أو اختبار قصير.
5. الإنهاء «10 دقائق»:- كتابة ملخص صغير لليوم.- تجهيز جدول الغد بمشاركة الطفل.- تقديم مكافأة بسيطة على الجهد المبذول.
* ملاحظات مهمة للأم:- المذاكرة اليومية للابتدائي لا يجب أن تتجاوز 90 دقيقة «متقطعة».- للمرحلة المتوسطة 2–3 ساعات موزّعة خلال اليوم.
ومن الأفضل دائماً أن تكون الجلسات قصيرة ومتقطعة بدل جلسة طويلة مرهقة.ولابد من إشعار الطفل أن الدراسة مسؤولية مشتركة يساعد على تقليل التوتر والرفض.
