اخبار عربية ودولية

الرحالة عبدالله المدفعي يُمثّل البحرين في تجربة تطوعية بين تونس والبرازيل



سماهر سيف اليزل

خاض الرحالة البحريني عبدالله المدفعي تجربة تطوعية استثنائية امتدت لثلاثة أشهر بين تونس والبرازيل، ركز خلالها على صناعة المحتوى السياحي والثقافي، وتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، إضافة إلى تعريف الشعبين بثقافة مملكة البحرين وعاداتها وتقاليدها.

وقال المدفعي، الذي زار أكثر من 35 دولة، إن شغفه بالسفر والتطوع دفعه لاختيار هذه التجربة، موضحاً أن تونس مثلت له فرصة للغوص في ثقافتها العربية الغنية وتاريخها الممتد منذ حضارة قرطاج، فضلاً عن دعم وتشجيع السياحة العربية، فيما كان اختياره للبرازيل رغبة في خوض تجربة مغايرة كلياً في بيئة لاتينية مختلفة من حيث اللغة والدين والعادات، والخروج من دائرة الراحة نحو تحديات جديدة.

وأشار إلى أن مشروعه التطوعي في تونس كان يتمثل في صناعة محتوى سياحي وثقافي للترويج للبلاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بالتعاون مع منظمة “إيـزك” العالمية، مبيناً أن دراسته للإعلام منحته الفرصة لتطبيق ما تعلمه عملياً.

أما في البرازيل، فأوضح أن المشروع كان أكثر تنوعاً، إذ ركز على صناعة المحتوى السياحي والثقافي، إلى جانب زيارة المدارس لتعريف الأطفال بثقافة مملكة البحرين من خلال عروض تقديمية وتفاعلية، وتدريس اللغة الإنجليزية باستخدام أساليب تعليمية ممتعة، وذلك ضمن مشاركته متطوعاً مع المنظمة نفسها.

وعن أبرز محطات رحلته في تونس، ذكر المدفعي أنه زار 10 ولايات شملت بنزرت، توزر، قابس، جربة، صفاقس، الجم، المنستير، نابل، الحمامات، سوسة، المهدية وتونس العاصمة. وأضاف أن التنقل عبر الحافلات الصغيرة “اللواج” كان تجربة جديدة وصعبة أحياناً، لكنها أتاحت له فرصة الاندماج في الحياة اليومية للتونسيين واكتشاف تنوعهم بين المدن الساحلية والريفية والصحراوية، لافتاً إلى ما لمسه من كرم الضيافة وحفاوة الترحيب خاصة عند معرفتهم بأنه من دولة خليجية عربية.

وفيما يتعلق بالبرازيل، قال المدفعي إنه زار 6 ولايات من بينها ساو باولو، ريو دي جانيرو، باهيا والعاصمة برازيليا، مشيراً إلى أن رحلاته الطويلة بالحافلات، التي تراوحت بين 16 و28 ساعة، رغم مشقتها، كانت مليئة بالدروس والتجارب. وأضاف أن الشعب البرازيلي يتميز بحبه للحياة والاستمتاع باللحظات اليومية، فضلاً عن ارتباطه القوي بالأسرة، مؤكداً أن هذه السمات انعكست بشكل واضح في تعاملاتهم معه.

وأكد المدفعي أنه حرص خلال رحلته على تمثيل البحرين بأفضل صورة، حيث كان يحمل علم المملكة ويقدم الحلوى البحرينية كتذكار للشعوب، مضيفاً أن السفر بالنسبة له ليس مجرد تجربة شخصية وإنما رسالة وسلوك يعكس صورة البحريني في الخارج.

وقال: “كنت أحرص دائماً على التقاط صور تذكارية بعلم البحرين لتبقى في ذاكرة الشعوب التي أزورها، خاصة في بلدان بعيدة مثل تونس والبرازيل التي قد لا يعرف البعض الكثير عن البحرين وثقافتها”.

وحول تجربة العيش مع عائلة برازيلية، أوضح المدفعي أنها كانت من أجمل محطات رحلته، حيث أقام مع أم وابنها وحفيدها في مدينة فيرا دي سنتانا بولاية باهيا. وذكر أنه شاركهم تفاصيل الحياة اليومية من إعداد الطعام وتنظيف المنزل وتدريس الحفيد، مشيداً بما لمسه من احترام متبادل، إذ بادرت العائلة إلى إزالة منتجات الخنزير من المنزل بعد معرفتهم بديانته الإسلامية، وخصصوا له مكاناً مناسباً للصلاة. وأضاف: «شاركتهم بدوري معلومات عن الإسلام، بينما عرفوني أكثر على المسيحية وعاداتهم، وكان هذا التعايش مثالاً رائعاً على الانفتاح والاحترام».وبيّن أنه رغم بعض التحديات المتعلقة بالأمن والسلامة في البرازيل، إلا أن التجربة كانت ثرية ومنحته فرصة لفهم خصوصية كل مجتمع وضرورة احترامها.

ودعا المدفعي الشباب البحريني إلى استغلال أوقاتهم في خوض التجارب التطوعية داخل البحرين وخارجها، مؤكداً أن مثل هذه التجارب تسهم في تطوير الشخصية، وتكسب الشباب مهارات التواصل والجرأة والمرونة في العمل. وقال: «لا تنتظر الفرصة لتأتيك، بل ابحث عنها وصنعها بنفسك، تعلم واكتسب المهارات، وتطوع لتساهم في نشر المعرفة ومساعدة الآخرين».

ووجه المدفعي رسالته للشباب قائلاً: «التوكل على الله أولاً، ثم الاستمرارية هي مفتاح النجاح. رتب أولوياتك وحدد أهدافك، ولا تعتمد على الحماس المؤقت، بل اجعل الاستمرارية دليلك لتحقيق أحلامك».



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى