ولي العهد رئيس الوزراء منحنا الأمل .. محارب السكلر أمجد يبدأ مرحلة العزل ويخطط لمستقبله بعد التعافي


أيمن شكل
“كل التكاليف مكرمة من سموه”
بعد خروجه من المستشفى وبدء مرحلة الحجر الصحي المنزلي، سرد أمجد المحاري محارب السكلر الذي خاض بنجاح تجربة علاج مرضى فقر الدم المنجلي بأحدث تقنية لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني “كريسبر”، خططه للمرحلة القادمة من مستقبله، معربا عن عظيم شكره وامتنانه إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للاهتمام الكبير والمتابعة الحثيثة خلال رحلة العلاج وحرص سموه على زيارته في المستشفى.
أصعب 36 يوماً
رغم أن المرض بدأ يؤثر في أمجد منذ سن الرابعة وقبل عشرين عاما، إلا أنه وصف أيام تلقي العلاج الكيماوي بأنها أصعب 36 يوما مرت عليه في حياته، بسبب أعراض ذاك العلاج ومنها أيضا تساقط شعر رأسه والشعور المستمر بالغثيان والتعب الذي لا يوصف.
ما هي تقنية كريسبر
وشرح أمجد طريقة العلاج التي أجريت معه بطريقة مبسطة حيث تم سحب خلايا إنتاج الدم منه على مرحلتين في شهر يوليو وأغسطس 2024 ليتم إرسالها للولايات المتحدة، وهناك تم معالجتها جينيا واستغرق الأمر 4 أشهر، ثم عادت الخلايا إلى البحرين، لتبدأ رحلة العلاج الكيماوي والهدف منه السيطرة على ما تبقى من خلايا مصابة بالمرض في الجسم، وانتهت تلك المرحلة في 36 يوما ليتم إدخال الخلايا المعالجة جينيا في جسمه.
علاج مكلف.. ولكن
وأوضح أمجد تفاصيل اختياره من بين مجموعة مرضى لكي يكون أول المستخدمين لهذا العلاج الثوري، حيث اختير بناء على ظروفه الصحية وعمره الذي يتوسط بقية المتقدمين للتجربة، فقد كان هناك أطفال وكبار في السن، وتم اختياره لأنه شاب في الرابعة والعشرين وبصحة جيدة، فضلا عن اجتيازه اشتراطات كثيرة صعبة لم يتجاوزها الآخرين، وقال إن تكلفة العلاج البالغة قرابة 800 ألف دينار جاءت من ديوان سمو ولي العهد، فيما كان المسؤولين بمكتب سموه على تواصل يومي معه للمتابعة.
وأضاف: “تلقيت اتصالات من مرضى يسألونني عن التفاصيل، والحمد لله فإن جهود وكلمات سمو ولي العهد رئيس الوزراء، تؤكد أن هذا الدعم لن يتوقف وسيصل لكل المرضى الذين يناسبهم العلاج”.
اتصال من رئيسة الجامعة
ولم يقتصر الاهتمام بأمجد على أقاربه ومعارفه والمتابعين لحالته الصحية ومسيرة العلاج، بل أكد أنه تلقى اتصالا من رئيسة الجامعة العربية المفتوحة التي يدرس فيها، لتطمئن على حالته بعد تلقي العلاج، ولتؤكد له تسخير كافة السبل لكي يواصل دراسته عن بعد وحتى يتعافى ويعود إلى زملائه في الجامعة مرة أخرى.
أمجد يدرس تقنية المعلومات ويريد أن يتخرج ليخدم وطنه الذي قدم له أغلى هدية وأعاد له الأمل في الحياة بصورة طبيعية، بعد أن يئس جميع مرضى فقر الدم المنجلي من الخلاص من هذا الكابوس المؤلم الذي لا يفارق المريض طوال حياته.
نصيحة عم بعد اكتمال التعافي
أبو نبيل ميرزا الجنوساني، عم أمجد كان من أكبر المتحمسين للتجربة والداعمين له، فبدأ في استشارة أطباء من العائلة حول اتخاذ قرار العلاج من عدمه، وتناقش مع الأهل ليستقروا جميعا على دخول أمجد التجربة، وبعد انتهاء مرحلة العلاج الأخيرة، قدم نصيحة لابن أخيه قائلا: “عندما تتعافى تماما خذ أمك واذهبا إلى العمرة”.
وأشار الجنوساني إلى أنه ذهب لأداء العمرة ولم يكن يدعو أثناء ذلك إلا لأمجد فقط بأن يتعافى ويعود إلى أهله سالما غانما، وقال: “لم نكن نتخيل أن يصل هذا العلاج لأمجد خاصة وأن تكلفته كبيرة، بينما والده سائق تاكسي متقاعد، لكن سمو ولي العهد رئيس الوزراء منحنا الأمل من جديد، وكان المسؤولون في مكتب سموه يتواصلون معنا على مدار الساعة لمتابعة كافة التفاصيل والإجراءات”.




