وكالة البحرين للفضاء تعلن عن مبادرات نوعية لتعزيز الأمن الفضائي


الدكتور العسيري: “حمولتي “المنذر” و”أمان” سترسخ مكانة المملكة كرائدة في حماية الأصول الفضائية
الدكتور العسيري: الأمن السيبراني الفضائي ركيزة استراتيجية لاستدامة الفضاء وازدهار الاقتصاد الرقمي
في عصر الثورة الرقمية، لم يعد الفضاء مجرد حدود للاستكشاف العلمي، بل أصبح شريانًا حيويًا يغذي حياتنا اليومية من خلال الاتصالات والملاحة والرصد البيئي والأمن الوطني. ومع هذا الاعتماد المتزايد، برزت أهمية الأمن السيبراني الفضائي كحجر أساس لحماية هذه البنية التحتية الحرجة من التهديدات المتطورة، والتي تتراوح بين الهجمات الإلكترونية على الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية وتزاحم الحطام الفضائي والاستهدافات المضادة لتلك الأقمار. إن حماية هذه الأصول ليست خيارًا تقنيًا فحسب، بل هي مسؤولية وطنية ودولية لضمان أن يظل الفضاء الخارجي مجالا آمنا للسلم والتعاون، كما أنه ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030 في بناء اقتصاد معرفي مستدام.
تشمل التهديدات السيبرانية في الفضاء مخاطر متعددة، مثل الاختراق الإلكتروني لأنظمة التحكم في الأقمار الصناعية، والذي قد يؤدي إلى تعطيل خدمات الاتصالات والطاقة، أو سرقة البيانات البيئية والاستراتيجية، ناهيك عن مخاطر التشويش المتعمد على الإشارات أو حتى تدمير الأقمار. وقد ناقش مؤتمر الأمن الفضائي الدولي 2025 الذي عقد في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة هذه التحديات بالتفصيل، مشيرًا إلى أن التهديدات السيبرانية وتداخل الاستخدامات المدنية والعسكرية للفضاء يتطلبان حلولًا تقنية وسياسية مبتكرة. كما أن الاعتماد على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والاتصالات الكمية يزيد من تعقيد هذه التحديات، لكنه يقدم في الوقت نفسه أدوات فعالة لتعزيز الحماية.
بهذه المناسبة أوضح الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي لوكالة البحرين للفضاء “أن مملكة البحرين ممثلة في وكالة البحرين للفضاء لم ننتظر حتى تتفاقم هذه التحديات، بل تحولت إلى فاعل ونشط في المشهد الدولي للأمن الفضائي. فمشاركة الوكالة في مؤتمر الأمن الفضائي الدولي 2025 لم تكن رمزية، بل كانت انعكاسًا لدور المملكة المتعاظم في الحوار الدولي حول استدامة الفضاء. كما أن مساهمات الوكالة في مبادرة “مصنع الابتكار بالذكاء الاصطناعي لأجل المناخ 2025″ بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات أكدت على قدرتها في توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الفضائية لمواجهة التحديات العالمية، مثل التغيرات المناخية والرصد البيئي”.
وأضاف الدكتور محمد العسيري: “أنه في هذا الإطار، يأتي القمر الصناعي “المنذر” كمشروع رائد يجسد تقدم البحرين في مجال الأمن السيبراني الفضائي. فالحمولة السيبرانية المتطورة التي يحملها “المنذر” مصممة لرصد ومكافحة التهديدات الإلكترونية الموجهة ضد الأصول الفضائية، مما يمكننا من حماية بياناتنا الوطنية وتعزيز قدراتنا الدفاعية في الفضاء الإلكتروني. وهذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة استثمار استراتيجي في بناء كفاءات وطنية شابة وتطوير شراكات دولية فاعلة”.
كما بين الدكتور محمد العسيري أن “المشروع الأكثر تقدمًا، فهو الحمولة السيبرانية “أمان”، التي تعكف الوكالة على تصميمها حاليًا وفق أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الأمن السيبراني. وستتميز “أمان” باعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدم لاكتشاف الثغرات والاستجابة للهجمات بشكل آلي لحماية البيانات من الاختراق، وستكون قادرة على التكيف مع التهديدات السيبرانية المستجدة. ومن المتوقع أن تسهم “أمان” في وضع مملكة البحرين في مصاف الدول الرائدة في مجال الأمن السيبراني الفضائي، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على مستوى العالم الأمر الذي يسهم في تحقيق الرؤية الملكية السامية التي اختطها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه للوكالة”.
إن رحلة مملكة البحرين في مجال الفضاء والأمن السيبراني هي رحلة طموح لا تعرف الحدود، ونحن واثقون بأن بإمكاننا تحقيق إنجازات تاريخية تضع المملكة في مكانتها المستحقة بين الأمم الرائدة.




