اخبار عربية ودولية

هدية نجاح…. ولكن | صحيفة الوطن



أمل محمد أمين

انقضت الفصول الدراسية لهذا العام محملة في طياتها البهجة الغامرة في نفوس الطلبة وذويهم، ذلك الذي تنشره حالياً مواقع التواصل الاجتماعي من تغطيات حفلات التخرج من مختلف المدارس والجامعات، التي تُعدّ بمثابة أعراس علمية يتزين فيها الطلبة بزي التخرج مستقبلين التهاني والتبريكات مع تقديم باقات ملونة بالورود بعلو الزغاريد ودموع الفرح.

وحان وقت تقديم هدية النجاح بعد معرفة النتيجة النهائية باعتبارها أحد عوامل التشجيع لمواصلة سير المثابرة والجهد، ودائماً ما يحرص على تقديم الوعود بها كلا الوالدين قبل نهاية كل فصل دراسي بهدف تقوية الحماس لدى الأبناء على الدراسة لبذل المزيد من الجهود، وفور إعلان النتائج والتعرف عليها يحين وقت الإيفاء بتلك الوعود، وخصوصاً إذا كان المعدل مشرّفاً، فتزداد لوعة الحصول على الهدية أكثر فأكثر.

ويقع العبء الأثقل على الوالدين في ترغيب أبنائهم على المثابرة في المراحل التعليمية الأولى، لنرى غالبية الأسر تشجع أطفالها على الدراسة والتفوق والاستمرار في النجاح، وذلك بأن تُحضر لهم مكافأة بصفة دورية من مختلف الألعاب كنوع من التشجيع ليواصل التلميذ مستواه الأكاديمي بنجاح، لأن الأطفال بمراحلهم العمرية الأولى يميل شغفهم إلى العطايا المادية كالألعاب بشكل كبير.

وتختلف النظرة إلى هدية النجاح بين الأسر، فهناك من يرى أنها ضرورية والبعض الآخر يرى أنها غير مهمة إلا في المراحل النهائية، كما تختلف الهدايا المقدّمة من أسرة إلى أخرى، ومن ابن إلى آخر، وذلك حسب مستوى الأسرة وأحوالها المادية.

وبما أن جيل اليوم غالباً ما هو الذي يحدد هديته التي يرغب بها ما يجعل الوالدين أمام تحدٍّ لا مفر منه، ربما يقع الاختيار على هدايا باهظة الثمن قد لا يستطيع رب الأسرة شراءها لجميع أبنائه، وربما لا تخلو الهدية من الأضرار المتوقع إلحاقها بالأبناء، وقد يضع الأبناء الهدية في موضع المساومة مع آبائهم ما يسبّب ذلك في تغيير مسارات شخصيتهم عندما ينتابهم العناد والأنانية وتقليد أقرانهم فيما حصلوا عليه من هدايا باهظة ما يجعلهم يسيرون في مسلك الانحراف عن طاعة والديهم والنفور من الدراسة.

قد تكمن الحلول المُمكنة للتعاطي مع هذه المشكلة التي يواجهها الآباء نهاية كل فصل دراسي هو التشجيع المعنوي بالتقرّب إليهم والحرص على غرس شغف الدراسة بأساليب إيجابية محفّزة تعزّز الثقة لديهم، وإن المثابرة من أجل تحقيق معدلات عالية يخدم صالحهم الشخصي في المستقبل، وليس من أجل الهدايا فقط، وأيضاً إفساح حرية التعبير عن آرائهم ورغباتهم ومناقشتها عبر فتح باب الحوار ليتسنّى للوالدين عرض ما هو المستطاع تقديمه من الهدايا نهاية الفصل الدراسي لإرضاء الأبناء وتعويدهم على مبدأ القناعة والرضا بما هو مستطاع حصوله ونبذ تقليد الآخرين فيما لا يتماشى مع ظروف الأسرة.

إن تقديم هدايا النجاح هو بادرة تقديرية لجهود الأبناء ومثابرتهم طيلة العام الدراسي، وتحفيزاً للاستمرار على هذه الجهود لتحقيق البديل، ولكن توخي الحذر في تلبية كل ما هو مطلوب إهداؤه، واللجوء إلى الأساليب التي تُرضي جميع الأطراف يُجنّب الآباء الوقوع في دائرة العقبات مع الأبناء.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى