رياضة

ما هي قاعدة 1:1 التي تخنق برشلونة.. وما هي حلول لابورتا؟



في قلب أزمات نادي برشلونة الاقتصادية، يواصل خوان لابورتا الرهان على “الروافع المالية” للخروج من عنق الزجاجة، لكن كل حلّ مؤقت لا يلبث أن يكشف هشاشة الأساس، فهل يكون صيف 2025 بداية جديدة أم إعادة إنتاج لأزمة لم تنتهِ بعد؟

مشاكل اقتصادية.. ولكن!

حينما صرح لابورتا بأن رحيل ليونيل ميسي كان بسبب “أزمة اقتصادية”، بدا ذلك منطقيًا في ظاهره، لكن غياب التفاصيل أثار الشكوك. رئيس برشلونة لم يفوّت الفرصة لتجميل الصورة، متحدثًا عن مشاكل مالية بلا شرح وافٍ، مؤكدًا أن النادي سيعمل على حلها لإعادة النجم الأرجنتيني، من دون أن يكون هناك خطة واضحة أو شفافة لتحقيق ذلك.

ما هي قاعدة 1:1 التي تخنق برشلونة؟

الدوري الإسباني يفرض قواعد مالية صارمة، أهمها “قاعدة 1:1”، التي تمنع الأندية من إنفاق أكثر مما تكسبه. فكل يورو ينفقه النادي يجب أن يكون مسبوقًا بيورو مكتسب، سواء من بيع اللاعبين، أو تقليص الرواتب، أو جذب الرعاة. هذه القاعدة تشلّ تحركات برشلونة في سوق الانتقالات، وتمنعه من تسجيل صفقات أو تجديد عقود إلا بعد إثبات توازن مالي حقيقي.

روافع اقتصادية.. هل أنقذت النادي أم رهنت مستقبله؟

أدرك لابورتا صعوبة تجاوز القيود، فلجأ إلى ما سمّاه “الروافع الاقتصادية” — حلّ سريع يتضمن بيع أصول أو حقوق مستقبلية للنادي مقابل أموال فورية. باع 25% من حقوق البث، وجزءًا من “بارسا ستوديوز”، بالإضافة إلى حصص في كيانات تجارية رقمية مثل “برشلونة فيجن” و”BLM”، ليضخ سيولة أتاحت له تسجيل نجوم كبار مثل ليفاندوفسكي وكوندي.

لكن هذه الأموال جاءت بثمن باهظ، إذ تخلّى النادي عن مصادر دخل ثابتة، مما يهدد قدرته المستقبلية على الإنفاق، ويجعله معتمدًا على إيرادات مؤقتة لا يمكن الاستناد إليها طويلًا.

الانفجار المالي يعود من جديد

في أبريل 2025، عادت الأزمة بشكل أعنف، حيث فقد برشلونة امتياز العمل بقاعدة 1:1، وأصبح ملزمًا باستخدام 60% فقط من الرواتب المحررة و20% من عائدات البيع. قرارات الترشيد عادت للواجهة، مع تقارير تؤكد حاجته إلى توليد 30 مليون يورو قبل تسجيل أي لاعب جديد.

تضاربت تصريحات رئيس الليجا خافيير تيباس بين التأكيد والنفي لإمكانية تسجيل تعاقدات جديدة، ما يعكس مدى ارتباك الوضع، ويثير شكوكًا حول تقييم الوضع المالي للنادي، الذي يتغير بحسب الظروف والضغوط.

محاولات سريعة لتجنب كارثة جديدة

لمواجهة الوضع، بدأ النادي في التخلص من لاعبين ذوي رواتب مرتفعة، مثل أنسو فاتي وكليمنت لينجليه، مع احتمال رحيل كريستنسن وتير شتيجن أيضًا. يراهن النادي على مبيعات قمصان لامين يامال الجديد، والعودة إلى ملعب “سبوتيفاي كامب نو” لتعزيز العوائد.

ومع توقعات بتحقيق التوازن المالي مطلع أغسطس، تبقى هذه حلولًا إسعافية أكثر منها استراتيجية طويلة الأمد، فيما تستمر الأزمة الجوهرية: كتلة أجور ضخمة، غياب سياسات مستدامة، وديون ثقيلة تنمو باستمرار.

هل يتحمل لابورتا وحده المسؤولية؟

رغم أن لابورتا ورث تركة مالية كارثية من سلفه بارتوميو، إلا أن جزءًا من الأزمة الحالية جاء نتيجة خياراته الخاصة. بيع الأصول، توقيع صفقات ضخمة رغم القيود، وعدم بناء هيكل أجور مستدام، كلّها قرارات قصيرة النظر. المشروع الوحيد الذي قد يحمل بصيص أمل حقيقي هو تجديد ملعب كامب نو، لكن حتى هذا المشروع يتطلب تمويلًا دقيقًا لا يحتمل أي خطأ.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى