مؤسس كاردانو: إيثيريوم لن تصمد خلال الـ10 إلى 15 سنة المقبلة

قدم مؤسس كاردانو تشارلز هوسكينسون، مؤخرًا نقدًا لاذعًا لمستقبل إيثيريوم على المدى الطويل، ومعتبرًا أن ثاني أكبر منصة عقود ذكية في العالم تعاني من ثلاث جراح ذاتية وتفتقر إلى آلية حوكمة داخلية كافية لمعالجتها.
قرارات تصميم تهدد استمرارية إيثيريوم
وردًا على سؤال خلال جلسة “اسألني أي شيء”، التي بثت في 23 أبريل، حول ما الذي كان سيفعله لو كان يدير مؤسسة إيثيريوم، قال “هوسكينسون”، إن المشروع اختار نموذج محاسبة غير مناسب، وآلة افتراضية خاطئة، ونموذج توافق غير ملائم، وهي قرارات تصميمية يرى أنها تهدد الآن استمرارية الشبكة.
وأضاف: “الناس حذروهم من ذلك، ومع ذلك استمروا، ووصلوا إلى ما أرادوه” محذرًا في الوقت ذاته من أن الحلول التي تم تطبيقها حتى الآن أفرزت نتائج جانبية غير متوقعة مثل شبكات الطبقة الثانية، وغيرها من الأمور التي بدأت في إظهار آثارها السلبية.
نقد شامل للبنية التقنية والحوكمة
“هوسكينسون” الذي شارك في تأسيس إيثيريوم عام 2014 قبل أن ينسحب ويطلق كاردانو عام 2016، أكد أن إعادة بناء ناجحة لإيثيريوم تتطلب مسارات عمل موازية، وأوضح أن على الشبكة معالجة مشاكلها التقنية أولًا، معتبرًا أن نموذج إثبات الحصة الحالي بحاجة إلى التخلي عنه تدريجيًا.
واقترح التوجه نحو تصميم بروتوكول متدرج مثل “Ouroboros-Leios” الذي يعد جزءًا من خارطة الطريق المستقبلية لكاردانو، كما حث مطوري إيثيريوم على النظر في نموذج SWE للكائنات، ونظام توافق مستوحى من Narwhal and Tusk ، والتحول إلى مجموعة تعليمات RISC-V ، وصرح قائلًا: “شيء مثل RISC-V مع نوايا محددة، ومع نموذج SWE قد يناسب منظومتهم جيدًا”.
غياب الحوكمة الداخلية كعقبة كبرى
لكن التحدي الأكبر من وجهة نظر “هوسكينسون”، يكمن في غياب نظام حوكمة فعال على السلسلة لدى إيثيريوم، وأوضح أن بناء نظام كهذا قد يستغرق بين خمس إلى سبع سنوات، نظرًا لحجم الشبكة وتشابك مصالح أصحاب المصلحة، وحذر من أن غياب هذا النظام يجعل ترقيات البروتوكول وتنسيق المجتمع أكثر هشاشة.
وكان أكثر تصريحاته حدة حين قال: “لا أعتقد أن إيثيريوم ستصمد لأكثر من 10 إلى 15 عامًا” متوقعًا أن تستمر شبكات الطبقة الثانية في امتصاص القيمة من السلسلة الرئيسية، مما يقلل من فائدتها ويزيد من حدة الخلافات الداخلية، وهي خلافات قد لا يتمكن “فيتاليك” من احتوائها بـ”قوة الإرادة وحدها”.
تهديد من كاردانو وسلاسل أسرع
أضاف “هوسكينسون”، أن بيئة بيتكوين اللامركزية، مدعومة بجهود كاردانو إلى جانب سلاسل أسرع وأكثر تكاملًا مثل سولانا وSUI يمكن أن تتفوق على إيثيريوم من حيث السيولة وتجربة المستخدم، وقال إن “بمجرد تفعيل DeFi على بيتكوين، ستتفوق القيمة الإجمالية المحجوزة فيها على إيثيريوم، كما أن السلاسل الأخرى تلتهمها”.
وشبّه موقف إيثيريوم بشركات مثل MySpace وBlackBerry التي فشلت في التكيف مع نماذج جديدة جذريًا في وقتها مما أدى إلى تراجعها رغم نجاحها السابق.
كاردانو كنموذج بديل لما كان يجب أن تكون عليه إيثيريوم
قارن “هوسكينسون” بين خارطة طريق كاردانو وإيثيريوم، مشيرًا إلى أن الأولى تعتمد على آلة افتراضية مبنية على RISC-V، ونموذج UTXO الممتد، وأسلوب لا يعتمد على الشبكات الطفيلية في التوسع، مثل Hydra وMidnight sidechain كدليل على أن كاردانو بالفعل يجسد القرارات المعمارية التي يحث إيثيريوم على تبنيها.
ورغم اعترافه بأن أدوات الحوكمة لدى كاردانو “ما زالت غريبة بعض الشيء”، إلا أنه أكد أنها ستكون “رائعة خلال ثلاث إلى خمس سنوات”، وفي المقابل يرى أن تحول إيثيريوم سيكون أبطأ وأكثر جدلًا، مما يمنح المنصات المنافسة فرصة لجذب المطورين والسيولة.