كرسي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نظم المعلومات الجغرافية يدعو إلى تفعيل استخدامات الذكاء الاصطناعي الجيومكاني في الدراسات البيئية

انطلقت أمس بجامعة الخليج العربيّ فعاليات ملتقى علمي نظمته الجامعة بالتعاون مع الجمعية الجغرافية السعودية وجامعة الملك سعود، حيث ناقش المتحدثون آليات “تعزيز وتفعيل استخدامات الذكاء الاصطناعي الجيومكاني في الدراسات البيئية”، وذلك ضمن أنشطة كرسي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نظم المعلومات الجغرافية، الذي تستضيفه جامعة الخليج العربي منذ العام 1997.
وخلال افتتاح أعمال الملتقى، رحب نائب رئيس جامعة الخليج العربي للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي، الدكتور غازي بن عبدالرحمن العتيبي، بالشراكة مع الجمعية الجغرافية السعودية، مشيرًا إلى أن أهداف هذه الشراكة تتناغم مع أهداف الجامعة في تعزيز قدرات المجتمع الخليجي لمواكبة المستجدات العلمية والتقنية، خاصة في مجال التقنيات الجيومكانية.
وأكد العتيبي أن هذه التقنيات الجديدة تشكل ركيزة أساسية في تحليل الأنماط والاتجاهات البيئية، مما يعزز عملية اتخاذ القرارات في مجالات متعددة مثل التخطيط الحضري، والمراقبة البيئية، وتغير المناخ، وإدارة الكوارث الطبيعية والبشرية، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة. كما أشار إلى أن الملتقى يمثل فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة آخر المستجدات في استخدام الذكاء الاصطناعي الجيومكاني في الدراسات البيئية، داعيًا إلى تعزيز دور الجامعات الخليجية في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة وتضمين هذه المتطلبات في المناهج التعليمية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة في منطقة الخليج العربي.
من جانبه، أوضح عميد كلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية، الأستاذ الدكتور وليد زباري، أن هذا الملتقى العلمي يُعد جزءًا من سلسلة الفعاليات التي تنظمها الجامعة في إطار تعزيز البحث العلمي والابتكار في مختلف المجالات، مثمنًا ما تقدمه دولة قطر لدعم كرسي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مجال نظم المعلومات الجغرافية، والذي يعكس اهتمام الدولة بدعم المسيرة العلمية والبحثية في دول المنطقة.
وأشاد بأهمية الشراكة مع الجمعية الجغرافية السعودية، التي تعاونت مع مركز الدراسات البيئية والحيوية في الجامعة في تنظيم هذا الملتقى، مما يسهم في تعزيز التعاون العلمي بين المؤسسات المحلية والإقليمية،كما أشار إلى أن الملتقى يأتي في إطار التوجه الاستراتيجي للجامعة في إدماج التقنيات الحديثة في المناهج الدراسية بهدف تمكين الطلاب والباحثين من مواجهة التحديات المستقبلية، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي الجيومكاني يمثل أداة قوية لتحليل البيانات البيئية واتخاذ قرارات مبتكرة في إدارة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى إسهامه في مجالات متعددة مثل الصحة العامة والنقل وتخطيط المدن الذكية.
وفي سياق أعمال الملتقى، شدد رئيس الجمعية الجغرافية السعودية، الدكتور علي عبد الله الدوسري، على أهمية تعزيز البحث العلمي والابتكار في مختلف المجالات، مؤكدًا أن تفعيل الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة الخليج العربي يعزز من تبادل الخبرات والمعرفة، ويسهم في تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية في المنطقة.
وأضاف قائلاً: “الذكاء الاصطناعي الجيومكاني يمثل أداة قوية لتحليل البيانات البيئية واتخاذ قرارات مبتكرة في إدارة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى إسهامه في مجالات متعددة مثل الصحة العامة والنقل وتخطيط المدن الذكية، داعيًا إلى إدماج التقنيات الحديثة في المناهج الدراسية بهدف تمكين الطلاب والباحثين من مواجهة التحديات المستقبلية.”
إلى ذلك، أكدت المشرفة الأكاديمية على كرسي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نظم المعلومات الجغرافية، أستاذة نظم المعلومات الجغرافية والبيئة المشارك بكلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية، الدكتورة صباح الجنيد، على الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي الجغرافي في تحسين تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية، مشيرة إلى دور هذه التقنية في تعزيز البحث العلمي وتحقيق نتائج عملية مبتكرة.
وأوضحت أن الملتقى يهدف إلى استكشاف أبعاد هذه التقنيات الحديثة وكيفية تآزرها مع نظم المعلومات الجغرافية، بما يسهم في تحسين الاستفادة من إمكانيات GeoAI وتأثيرها الكبير على الأبحاث التطبيقية في هذا المجال، مؤكدة أهمية تسريع الخطى في هذا المجال لتقصير المسافات وتحقيق النجاح المنشود في تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني.
وشددت على ضرورة أن يتواكب التعليم العالي مع التحولات العالمية في مجالات الأتمتة والتكنولوجيا، مؤكدة أن التعليم العالي يجب أن يكون في صميم التغيرات التكنولوجية التي يشهدها العالم، مع ضرورة تبني التحولات التي ستؤثر بشكل كبير على سوق العمل في المستقبل، خاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والأمن السيبراني.
وأوضحت أن التعليم وحده لن يكون كافياً لمعالجة التحديات المستقبلية، بما في ذلك البطالة التكنولوجية، داعية إلى ضرورة تطوير مهارات جديدة تتماشى مع سوق العمل المتغير، لتكون الأجيال القادمة مستعدة لمواجهة هذه التحولات.
وخلال جلسات الملتقى، تحدثت الدكتورة ظبية أحمد البوعينين، أستاذ الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي المساعد بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، عن الفرص والتحديات في عالم الذكاء الاصطناعي الجغرافي، واستعرضت مستشارة الذكاء الاصطناعي، الدكتورة فاطمة الشهري، دور المعالجات اللغوية الكبيرة في تحليل البيانات الجيومكانية، في الوقت الذي تحدث فيه الباحث في علوم الجيومكانية والذكاء الاصطناعي الجيومكاني في البيئات البرية والبحرية، الدكتور مناف الخزاعي، عن تعزيز تحليل البيانات المكانية بالذكاء الاصطناعي الجيومكاني، كما تحدث الدكتور أحمد محمد فلاته، نائب مركز التميز البحثي للبيئة الذكية بجامعة الملك عبد العزيز، عن التراث الذكي: استخدام التقنيات الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للإدارة المستدامة للمواقع التاريخية، واختتم الملتقى بعرض منهجية تطوير الذكاء الاصطناعي الجيومكاني: نحو إطار عمل متكامل، قدمته الأستاذة هيفاء إبراهيم البراهيم، مستشارة ذكاء اصطناعي في وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية.
وفي ختام أعمال الملتقى، ناقش المشاركون سبل تفعيل علوم وتطبيقات التقنيات الجيومكانية والذكاء الاصطناعي، وأكدوا أهمية نقل المعرفة والتشاركية في عرض ومناقشة التطبيقات الإبداعية والحلول المتقدمة في استخدامات الذكاء الاصطناعي الجيومكاني وتوظيفه في الدراسات المتنوعة، وذلك من أجل تسريع وتيرة اكتساب الباحثين وطلبة الدراسات العليا قدرات ومهارات إضافية جديدة، تزيد من اطلاعهم على أحدث التطورات في استخدامات الذكاء الاصطناعي الجيومكاني في دراساتهم وأبحاثهم المستقبلية.