اخبار عربية ودولية

على «خشبة القلب».. عبدالله ملك في حكايات الرفاق وذاكرة تفيض بالضوء



محرر الشؤون المحلية

فنانون: مسيرة مسرحية حافلة وعطاء لا ينضب

“الفن يحمل رسالة عظيمة، ويجب أن نتمسك بها رغم العراقيل، فالمسرح ليس فقط أداة ترفيه، بل وسيلة للتعبير عن هموم المجتمع وآماله”، هي عبارة ما زال يصر الفنان عبدالله ملك على تأكيدها في كل مناسبة، كان آخرها جلسة تكريمية للفنان البحريني القدير عبدالله ملك، نظمها مركز عبدالرحمن كانو مساء الثلاثاء تقديراً لمسيرته الفنية الغنية ومساهماته البارزة في الحراك المسرحي والثقافي المحلي والخليجي. حيث حضر اللقاء نخبة من الفنانين والمسرحيين والمحبين الذين شاركوا ذكرياتهم وتجاربهم مع الفنان المحتفى به، مؤكدين مكانته الكبيرة في قلوبهم ومجتمعه الفني. في كلمته خلال الحفل، أعرب الفنان عبدالله ملك عن امتنانه لهذا التكريم، معتبراً إياه امتداداً لعلاقة طويلة من التعاون مع مركز كانو، الذي طالما دعم المبادرات الثقافية والإبداعية في البحرين. وقال: “أشكر لكم دعوتكم وتقديركم لي كمساهم أساسي في مشاريعكم الثقافية، وأسعدني اختياري ضيفاً رئيسياً في هذه الأمسية، التي اعتبرها محطة فخر في مسيرتي”. وتحدث ملك عن واقع المسرح البحريني في سياق احتفالية “مئوية المسرح”، مشيراً إلى حجم التحديات التي يواجهها الفن المسرحي، لا سيما من حيث قلة الدعم مقارنة بمجالات فنية أخرى كالإعلام والسينما، إلى جانب نقص الموارد البشرية والتقنيات. “المسرح لا يزال يفتقر إلى بنى تحتية متوافقة مع المعايير المهنية رغم مرور قرن على انطلاقته في البحرين، وهذا أمر مؤسف”. وأضاف: “تعلمت درساً لا يُنسى من الأستاذ قاسم حداد حين قال لي: (لا تنتظر دعم الآخرين؛ عليك أن تعمل وتقاوم)، وهي نصيحة تلخص مسيرتي كلها”. داعياً الفنانين المسرحيين إلى تجاوز الخلافات والعمل بروح جماعية، مؤكداً أن المسرح يمثل واجهة ثقافية لأي بلد، ولا يمكن أن ينهض دون تضافر الجهود. مسيرة عطاء ولد عبدالله ملك وترعرع في مدينة المحرق، وتفتّحت موهبته الفنية مبكرًا. درس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وانطلق فنيًا من خلال مسرحية “قابيل في كل العصور” عام 1980، ثم خاض تجربة الإخراج بعد عام واحد، ليواصل مسيرة فنية حافلة تعاون خلالها مع فرق مسرحية بارزة كمسرح أوال، حيث أخرج أعمالاً مهمة مثل “سوق المقاصيص” و”ليلة عرس رشدان”. في مجال الدراما التلفزيونية، كان مسلسل “السقف المفقود” في الكويت بداية ظهوره، قبل أن يتألق في أعمال خليجية عديدة من بينها “غناوي بو تعب”. كما عرفه الجمهور مقدماً تلفزيونياً مميزاً يطرح قضايا تمس المواطن البحريني والخليجي، جامعاً بين الفن والرسالة. شهادات رفاق الدرب وتخللت الندوة كلمات مؤثرة من عدد من أصدقائه ورفاق مسيرته، حيث استذكر المخرج بسام الذوادي بداياته الفنية مع عبدالله، وقال: “تعرفت عليه من خلال عمل مسرحي، وكان أول من شجعني على دخول عالم التمثيل. عبدالله يملك موهبة فريدة وقدرة مذهلة على فهم النصوص وتجسيد الشخصيات بعمق وصدق”. من جانبه، قال محمد عبدالكريم إن بدايتهما كانت في مدرسة عمر بن عبدالعزيز، واصفاً عبدالله بـ”الفنان الشامل الذي تجاوز عمره بموهبته منذ الطفولة”، مشيراً إلى حضوره المميز في الإذاعة المدرسية والأنشطة الثقافية. أما الفنان يعقوب يوسف فعبّر عن أثر عبدالله في الحركة المسرحية بالكويت خلال دراستهما هناك، واصفاً إياه بـ”القيادي القادر على جمع الجميع تحت رؤية موحدة”. الفنان جمال الصقر تحدث عن تأثير عبدالله على زملائه، حيث قال: “حتى بعد تخرجه، ظل اسمه متداولاً بين الطلاب والمدرسين في المعهد، وكان قدوة في اللباقة والحضور المسرحي”. الفنانة مريم زيمان بدورها قالت إنها شاركته في العديد من الأعمال مثل “فرجان لول” و”حزاوي الدار”، مؤكدة أنه كان أخاً قبل أن يكون زميل عمل، وكان يخلق أجواء من الألفة والراحة في مواقع التصوير. الفنان يوسف بوهلول أشار إلى أن عبدالله كان له فضل كبير في التحاقه بالمعهد المسرحي، وكان سنداً له في بداياته، ووصفه بـ”العلامة الفارقة في المسيرة الفنية البحرينية”. أما إبراهيم سند فقد استذكر تجربة عبدالله في العمل مع الشباب بمسرح نادي الحالة، مؤكداً التزامه الكبير تجاه المسرح التربوي والطفولي. ومن جهته، قال خالد عبدالله ملك، نجل الفنان، إن والده كان بسيطاً في حياته، محباً للناس، وترك أثراً كبيراً فيهم بعفويته وروحه الطيبة، مضيفاً: “لم يكن يفرض علينا شيئاً، بل تركنا نتعلم من تجاربنا، وتأثرنا به دون أن يطلب منا أن نسير على خطاه”. وقد شكّل هذا اللقاء لحظة اعتراف بمسيرة طويلة من الإبداع والعطاء، ولفتة وفاء من المشهد الثقافي البحريني تجاه أحد رموزه، الذي لم يتوقف يوماً عن الإيمان بأهمية الفن في بناء الإنسان والمجتمع.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى