اخبار عربية ودولية

علاقات البحرين والسعودية.. مودة وأخوّة


د. نادية الدوسري

ترتكز العلاقات السعودية البحرينية على المودة والمحبة والأخوة التي تعمقت منذ عهد الملك عبدالعزيز باستعادة الرياض عام 1902م، وخلال مسيرة التوحيد التي اكتمل فيها توحيد وبناء جميع المناطق، والتي حملت مسمى المملكة العربية السعودية بناءً على المرسوم الملكي الصادر برقم (2716) وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ – 23 سبتمبر 1932م. وهي علاقة قائمة على أصول واحدة، فكلتا الأسرتين من نجد، وقائمة أيضاً على قرب المسافة الجغرافية التي كان لها أثر عميق في توطيد أواصر المحبة بين البلدين. فبعد نهاية الدولة السعودية الثانية عام 1891م، وخاصة في الفترة التي قضاها الملك عبدالعزيز في البحرين، نشأت علاقة صداقة قوية بينه وبين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، تجلى عمقها في كثرة الرسائل والهدايا المتبادلة بينهما، والتي كانت دلالة على عمق الصداقة والاحترام الكائن بينهما، وهي العلاقة التي ظلت مستمرة حتى عهد ابنه الشيخ حمد بن عيسى، الذي كان شديد الإعجاب بالملك عبدالعزيز، وكان يرى أنه حاكم عربي عظيم يتصف بالقوة والشجاعة. والحقيقة أن هذه النظرة كانت نظرة الغالبية من شيوخ آل خليفة الكرام، والتي تُوّجت بكثرة الزيارات التي قام بها الملك عبدالعزيز للبحرين، والتي كان يحظى فيها باستقبال استثنائي مصحوب بالترحيب والحفاوة والمحبة والتقدير والإعجاب.

وقد شهدت تلك الفترة توثيق العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، ومواقف حاسمة من قِبل الملك عبدالعزيز لتأكيد سيادة البحرين واستقلالها ضد القوى الخارجية الطامعة فيها، امتدت حتى عهد أبنائه من بعده وزياراتهم للبحرين ومواقفهم المشرّفة مع الحكومة والشعب. وهي امتداد للروابط التاريخية واللغوية والدينية بين الأسرتين وشعبيهما، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مكانة المملكة العربية السعودية وكونها الداعم الأكبر لدول الخليج بما فيها البحرين. ومما عزّز تلك الروابط والعلاقات جسر الملك فهد، الذي أدى إلى تطور السياحة والترفيه والتجارة، وتعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الدولتين، إضافة إلى التعاون الثقافي والملاحي والعسكري والصحي والطاقة. فهذه العلاقات تعكس روح العز والفخر، كما تعكس طيب الطباع والكرم والنخوة العربية التي اتصف بها حكام هذه البلاد العظيمة، كما ترمز إلى أصالة الشعب السعودي وقيمه المتجذرة في الوجدان. وهذا ما حواه شعار اليوم الوطني الـ95 (عزنا بطبعنا)، حيث يعيش الشعب السعودي اليوم في عز وازدهار واعتزاز وفخر بالماضي المليء بالإنجازات، والمستقبل الواعد المنتظر في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، للأمة الإسلامية والعربية عزاً وفخراً.

* أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر

– جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى