دعا الحُجَّاج لأداء المناسك بانضباط “الأعلى الإسلامي”: تطوير الوقف وتنمية عوائده بوسائل استثمارية حديثة

عبر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، عن تمنياته لحجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم في هدوء ويسر وسكينه، داعين الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منهم، ويجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً، وعودهم مأجوراً محفوظاً، مؤكداً أهمية التزامهم بالأنظمة والضوابط المنظِّمَة للحج، والحرص على إتمام المناسك بروح الإخلاص والانضباط. وأشاد بافتتاح رئيس المجلس لمؤتمر استراتيجيات الابتكار في الوقف الإسلامي والتنمية المستدامة، وبمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين والقيادات الوقفية من مختلف الدول الإسلامية، وما تضمنه تصريحه من تأكيدٍ على مكانة الوقف الإسلامي كأداة تنموية راسخة، وأهمية تطوير منظومة الوقف، من خلال اعتماد الحوكمة، وتفعيل الشفافية، وتنمية العوائد الوقفية عبر وسائل استثمارية حديثة تتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومقتضيات العصر.
ورفع المجلس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، مبتهلاً إلى الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة المباركة على جلالته بموفور الصحة والعافية. كما رفع المجلس خالص التهاني إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، وإلى العائلة المالكة الكريمة، وحكومة وشعب مملكة البحرين والأمتين العربية والإسلامية، سائلاً المولى القدير أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، ويعيد هذه الأيام المباركة على الجميع بالخير واليُمن والبركات.
وأعرب، خلال جلسته الاعتيادية السابعة والعشرين من دورته الخامسة التي عُقدت، أمس، عن تقديره الكبير للجهود المتواصلة والمساعي المباركة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، حفظهما الله، في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وحرصها الدائم على رعاية الحُجَّاج والمعتمرين والزائرين، وتيسير أدائهم لمناسكهم، وسط أجواء آمنة وصحية تسودها السكينة والطمأنينة.
وبمناسبة حلول العشر من شهر ذي الحجة، المعروفة بـ”العشر المباركات”، أشار المجلس إلى فضل الأيام العظيمة، التي هي أفضل أيام السنة، لما فيها من أعمال عظيمة، ومناسك جليلة، على رأسها ركن الحج الأعظم يوم عرفة، ويوم النحر الذي يُعدّ أفضل أيام الدنيا، وما فيه من عبادات من ذبح الأضاحي والتكبير والتهليل. ومؤكدًا أن هذه العشر تمثل فرصة سانحةً لتعويض ما فات، وتجديد العهد مع الله تعالى، واستثمار ما بقي من العمر في الطاعات والقربات، داعياً المسلمين إلى الإكثار من ذكر الله، وصلة الأرحام، وبذل المعروف في هذه الأيام المباركة.
وثمّن المجلس عالياً التوجيهات الملكية السامية بإصدار التقويم البحريني للعام الهجري 1447هـ، وفقاً للضوابط الشرعية والمعايير العلمية والفلكية، مشيداً بما يتميز به هذا التقويم من دقة وموثوقية، وما يعكسه من عمق الإرث العلمي والفلكي الذي اشتهر به علماء البحرين عبر الأجيال. كما نوّه المجلس بالرعاية الملكية المتواصلة لمثل هذه المشروعات العلمية، مؤكداً أن هذا الاهتمام الكريم يشكل دافعًا أصيلًا نحو المزيد من العطاء والتطوير في مجالات الشأن الديني والمعرفي.
وأكد أن تنظيم مؤتمر استراتيجيات الابتكار في الوقف الإسلامي والتنمية المستدامة جاء في ظل الحاجة المتزايدة إلى أدوات تنموية مستدامة ترتكز على مبادئ الشريعة الإسلامية، وتسهم في تحقيق الأهداف التنموية الشاملة، حيث يشكل الوقف الإسلامي أحد أهم المرتكزات الاقتصادية والاجتماعية المتجذرة في المجتمعات الإسلامية، حيث تناول المؤتمر عبر جلساته العلمية جملة من المحاور التي تعكس روح الابتكار وتوجهات التطوير في المجال الوقفي، كما تطرق إلى سُبل تعزيز الابتكار في إدارة الأوقاف من خلال استعراض المفاهيم والممارسات الحديثة، وركّز على دور التكنولوجيا والتحول الرقمي بوصفهما عاملَيْن أساسيين في تطوير القطاع الوقفي، مع إبراز أهمية الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في تحسين أساليب استثمار الأوقاف وإدارتها بكفاءة.
كما وجه المجلس إدارتي الأوقاف إلى دراسة التوصيات التي خرج بها المؤتمر، والعمل بما يناسب منها، ومن ثم بذل المزيد من الجهد والاهتمام بالأوقاف والإشراف عليها وإدارتها وتطويرها واستثمارها بالكيفية الحسنة، والتركيز على نشر ثقافة الوقف وتعريف الناس بأهميته في تنمية المجتمع واستمرار الأجر لصاحبه ما دام الوقف قائما، مع ضرورة إظهار البيانات عن الأعمال التي تقوم بها، وتنفذها من ريوع الوقف سنويًا، فهذا سيكون دافعاً ومشجعاً على وقف المقتدرين لجزء من أموالهم للأعمال الخيرية، سواء سُلمت لإدارات الأوقاف، أو أُنشأت لها مؤسسات خيرية خاصة تأسياً بما سبقهم من الآباء والأجداد -رحمهم الله- أجمعين.
بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهله بمناقشة التقرير الأول لسنة 2025م للجنة إبداء الرأي الشرعي واتخذ بشأنه القرار المناسب. كما اطلع المجلس على المذكرات والرسائل المرفوعة للمجلس واتخذ بشأنها القرارات المناسبة. واختتم المجلس جلسته بمناقشة ما استجد من أعمال، واتخذ بشأنها ما يلزم.