اخبار عربية ودولية

توسع الفجوة بين الأثرياء والفقراء يهدد الأمن الاجتماعي العالمي 



حمدي عبد العزيز

  • العالم يشهد أول تريليونير خلال عقد واحد وسيستغرق القضاء على الفقر أكثر من قرنين
  • 3,000 ملياردير في العالم في 2025 بثروة تبلغ 16.1 تريليون دولار، وفقًا لـ ” فوربس”
  • اقتصاديون يؤكدون أن عدم المساواة الاقتصادية تحفز الإنتاجية طالما أن هناك فرص عمل
  • تقرير عالمي: أكثر من 2.8 مليار شخص – ثلث سكان العالم – يعيشون في ظل الفقر
  • “عدم ترك أحد خلف الركب” الذي حددته أهـداف التنمية المستدامة بعيد المنال بحلول 2030
  • القمة العالمية للتنمية الاجتماعية، الدوحة، نوفمبر 2025، منصة لمعالجة هذا التحدي

اتسعت الفوارق بين الفقراء والأغنياء في العالم، منذ جائحة كورونا وما تلاها من حروب وتوترات عصفت به. وتتوقع منظمة ” أوكسفام” أن يشهد العالم أول تريليونير خلال عقد واحد فقط، في حين سيستغرق القضاء على الفقر أكثر من قرنين. فيما شهد عام 2025 ارتفاعاً في عدد أصحاب المليارات حول العالم، إذ تجاوز عددهم 3,000 ملياردير بثروة إجمالية بلغت 16.1 تريليون دولار، وفقًا لـ ” فوربس”.

وبحسب “فوربس”، فإن ما يقرب من ثلث أصحاب المليارات هذا العام ينحدرون من الولايات المتحدة، التي سجلت رقماً قياسياً بلغ 902 ملياردير، بثروة إجمالية وصلت إلى 6.8 تريليون دولار. واحتفظت الصين بالمركز الثاني عالميًا، مع 450 مليارديرًا بثروة بلغت 1.7 تريليون دولار. أما الهند، الدولة الأكثر سكانًا في العالم، فجاءت في المرتبة الثالثة بعدد 205 مليارديرات، بثروة بلغت 941 مليار دولار.

مكاسب كبيرة.. قلق أكبر

يرى بعض الاقتصاديين أن عدم المساواة الاقتصادية تحفز الإنتاجية طالما أن هناك فرص عمل، حيث يمكن لثروة البعض أن تحفز الفقير أو الأقل غنى على الاجتهاد أملاً في تحقيق عائد أكبر أو زيادة غناه، لكن ما يزال الكثيرون في أنحاء العالم على حافة الفقر على الرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققت في هذا المجال، فيما يشعر حوالي 60% من الناس بالقلق من فقدان وظائفهم، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة حذر من أزمة اجتماعية متفاقمة بسبب انعدام الأمن الاقتصادي، ومستويات التفاوت المذهلة، وتراجع الثقة الاجتماعية.

ويدعو ” التقرير الاجتماعي العالمي” الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية 2025 إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمعالجة هذه الاتجاهات المقلقة. وقال إن أكثر من 2.8 مليار شخص – أي أكثر من ثلث سكان العالم – يعيشون في ظل الفقر و يتراوح دخلهم بين 2.15 و6.85 دولار في اليوم. ويمكن لأي انتكاسة طفيفة أن تدفع الناس إلى الفقر المدقع.

ويفاقم عدم الاستقرار في التوظيف على نطاق واسع حالة عدم اليقين الاقتصادي، إذ يشعر حوالي 60% من الناس على مستوى العالم بالقلق من فقدان وظائفهم وعدم قدرتهم على العثور على وظائف جديدة. وفي الوقت نفسه، يعيش 65 % من سكان العالم في بلدان تشهد زيادة في تفاوت الدخل.

ولا تؤثر اتساع الفجوة الاقتصادية على الاستقرار فحسب وإنما أيضا على النمو الاقتصادي، حيث إن فرط الهوّة الاجتماعية يؤثر على إرادة الأفراد واستعدادهم للمخاطرة، ومن كان يعاني من الفقر قياسا لغيره فلن تكون له إمكانات مالية ولن يملك الشجاعة للشروع في مشروع تجاري. وعندما تتركز السلع المادية بأيدي عدد قليل من الناس، يقل أيضا الاستهلاك الكلي، كما أنه من الأولى اقتصاديا أن تدخل الأموال مباشرة دائرة التداول بدلاً من أن تبقى مركونة في حساب ثري متقاعد.

وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيظل هدف “عدم ترك أحد خلف الركب” – الذي حددته أهـداف التنمية المستدامة – بعيد المنال بحلول عام 2030 ما لم يتسارع التقدم.

لماذا يزداد الأغنياء غنى؟!

يجب على هذا السؤال المفكر الاقتصادي ورجل الأعمال الأمريكي “روبرت كيوساكي” في كتابه “لماذا يزداد الأغنياء غنى”، حيث يلفت النظر إلى حقيقة بسيطة للغاية كثيرًا ما يتجاهلها كثيرون: الأموال بوسعها أن تخلق المزيد من الأموال.. فمن لديه فائض من الأموال عما هو مطلوب لتلبية احتياجاته بوسعه أن يستثمر تلك الأموال لتنمو. وكلما كان الفائض كبيرًا، كان العائد المنتظر أكبر، ولذا فإن الطبقات الأفقر تعاني مثلًا من دفع الضرائب، أما الأغنياء فيجندون المحاسبين والخبراء القانونيين بغية التأكد من دفع الحد الأدنى من الضرائب بحيث يضمنون استمرار نمو ثرواتهم.

ويشير “كيوساكي” إلى أنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال وخلال أعوام واصلت ثروة الـ5% الأغنى النمو بينما انخفضت القيمة الحقيقية لمدخرات واستثمارات بقية الأمريكيين. ووجود بعض النماذج “العصامية” مثل “بيل جيتس” لا يثبت إمكانية التنقل الحر بين الطبقات، ولكنه بمثابة الاستثناء الضروري من القاعدة. التعليم المالي هو الحل

يعتبر “كيوساكي” في كتابه أن الحل الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة –بعيدًا عن الحلول التي تملكها الحكومات ولا يتحكم بها الناس- هو الاستثمار في “التعليم المالي”.

و”التعليم المالي” هو أن يكون الشخص قادرًا على التقاط الفرص الاستثمارية واتخاذ القرار الخاص بالضرائب وبتوجيه الفائض من نقوده بشكل فعال بحيث تقوده إلى نمو مستمر في الثروة، لعل ذلك يؤدي به إلى القفز صوب دائرة الأغنياء ولو بعد حين. فالأمر ببساطة أنه “إذا لم يكن لديك المال، فعليك أن تتعلم كيف تحصل عليه” كما يقول “كيوساكي” في كتابه.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة من 4 – 6 نوفمبر المقبل، وسيوفر منصة حاسمة للحكومات لتقييم التقدم المحرز واتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي للتحديات الاجتماعية الحرجة ومنها تتوسع دوائر الفقر في العالم.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى