ترسم لوحة الأمل وتلهم زميلاتها.. في مدرسة عراد.. إرادة فاطمة أقوى من آلام مرضها

في أحد صفوف الثاني الابتدائي في مدرسة عراد الابتدائية للبنات، تجلس طفلة صغيرة بعينين تلمعان بالفضول وشغف المعرفة، رغم التحديات الجسام التي يفرضها عليها مرض السرطان. إنها فاطمة أحمد بركات، التي تحولت رحلتها مع التعليم من واجب يومي إلى قصة إصرار تلهم الجميع، وتثبت أن الأمل والإرادة أقوى من أي مرض.وتجسد فاطمة نموذجًا حيًا للمثابرة، حيث تحرص على متابعة دروسها عن بعد، حينما تمنعها ظروف العلاج من الحضور، فهي لا تستسلم للغياب، لأنها تجد في التعليم مصدر قوة.وتقول الطالبة: “أنا أحب مدرستي كثيرًا، فهي بيتي الثاني، وأحب جميع معلماتي، والمواد الدراسية، وخاصةً الرياضيات والعلوم، فأنا أريد أن أتعلم كل شيء، لأصبح قوية، وأستطيع أن أساعد أمي وأبي عندما أكبر”.أما والدتها، فتعبر عن مشاعرها بالقول: “التعليم هو طوق النجاة لابنتي، وعندما تم تشخيصها بالمرض، كنت أخشى أن تفقد رغبتها في التعلّم، وتنعزل عن صديقاتها، ولكن بفضل دعم إدارة المدرسة وتفهم المعلمات، استمرت علاقتها بالدراسة بشكل طبيعي وأفضل من السابق كذلك، وأود شكر وزارة التربية والتعليم على سياستها الداعمة للمرضى”.وتؤكد الأستاذة كميلياء محمد المهيزع مديرة المدرسة أن المسؤولية تجاه فاطمة تتجاوز حدود توفير الخدمة التعليمية، فهي مهمة إنسانية، حرصنا فيها على توفير كل التسهيلات الممكنة لها، من تواصل مستمر مع أسرتها، إلى إرسال المواد التعليمية والواجبات إلى منزلها، عندما يمنعها المرض من الحضور، لنعزز لديها شعور الانتماء والأمان للمدرسة، وننمي لديها الثقة بالنفس. وأضافت أن الدعم الذي تقدمه وزارة التربية والتعليم هو الأساس لكل ما نقدمه من جهود للتعامل مع فئة المصابات بالأمراض الشديدة، عبر التوجيه إلى مراعاتهن في الدراسة والتقييم، مع التعامل مع كل طالبة وفق ظروفها الصحية واحتياجاتها، فكل طالبة لدينا هي جزء من عائلتنا، ونتعامل مع حالتها بكل محبة ودقة واهتمام، ونفخر في رؤيتها وهي تتغلب على الصعاب، لتحقق النجاح.