تراجعات ضخمة في صناديق ETF لبيتكوين.. لكن هل يلوح صعود كبير في الأفق؟

تشهد بيتكوين حاليًا ارتفاعًا مستمرًا في السعر مما يشير إلى عودة الزخم الصعودي تدريجيًا، وحتى الآن تمكنت العملة من استعادة جزء من خسائرها الأخيرة، ويتم تداولها الآن فوق مستوى 87,000 دولار، مقتربة من حاجز 90,000 دولار النفسي.
في وقت كتابة هذا التقرير تتداول بيتكوين عند 87,361 دولارًا بزيادة يومية بلغت 3.4%، وعلى الرغم من هذا الأداء الإيجابي فإن التحركات الأعمق في السوق تشير إلى مشهد أكثر تعقيدًا مما يبدو.
خروج رأس المال من صناديق ETF رغم استقرار السعر
بينما يبدو أن السعر الفوري لبيتكوين يتحرك بشكل مستقر تظهر البيانات تسجيل تدفقات خارجة ضخمة من صناديق التداول الفورية (Spot ETFs) مما يطرح تساؤلات حول سلوك المؤسسات حاليًا ومدى ارتباطه بالصعود الأخير.
تحليل نشر على موقع CryptoQuant بواسطة المحلل “داركفوست” كشف أن صناديق ETF شهدت خروجًا تجاوز 4.8 مليار دولار منذ بلوغها ذروتها من حيث التدفقات الداخلة وهو أكبر تراجع منذ إطلاق هذه المنتجات.
رغم ذلك لم يظهر سعر بيتكوين تأثرًا كبيرًا بهذا التراجع وواصل حركته الإيجابية بثبات مما يشير إلى أن هذه التدفقات الخارجة لم تكن كافية لإحداث ضغط بيعي فعال على السوق.
وأوضح داركفوست أن حجم تداول صناديق ETF لا يمثل سوى نحو 1.5% من إجمالي حجم التداول في السوق عند احتساب العقود الآجلة والأسواق الفورية معًا، مما يعني أن تأثير هذه الصناديق لا يزال محدودًا ضمن السياق العام للسيولة المتاحة.
وبالتالي فإن تحركات صناديق ETF على المدى القصير لا تعكس بالضرورة الاتجاه الحقيقي للسوق، خصوصًا في الفترات التي يقودها نشاط التجزئة أو تداول العقود الآجلة.
مؤشرات على السلسلة تلمح لتكرار دورة صعودية سابقة
وفي تحليل منفصل أشار المحلل “بلال حسينوف” من CryptoQuant إلى أن المؤشرات طويلة الأجل على الشبكة تظهر تشابهًا ملحوظًا بين الدورة الحالية والدورات السابقة خاصة تلك التي شهدها السوق في 2018.
يرى حسينوف أن السلوك السعري الأخير لبيتكوين يشبه المرحلة التي سبقت الانطلاق الصعودي الكبير بعد سوق 2018 الهابط حيث شهدت العملة فترة طويلة من التراجع قبل أن تدخل مرحلة تحول في الاتجاه.
وكتب في تحليله: ”بعد فترة ممتدة من التواجد في المنطقة الحمراء تقترب بيتكوين مجددًا من نقطة تحول مفصلية بنية التعافي ومؤشرات الشعور العام تتماشى مع أنماط التحول السابقة من الهبوط إلى الصعود.”
ورغم أن العوامل الاقتصادية الكبرى ومزاج السوق لا تزال تلعب دورًا حاسمًا فإن التشابه التاريخي يقدم إطارًا مرجعيًا لفهم حالة السوق الحالية وإمكانية الدخول في موجة صعود جديدة.