العلاقات البحرينية السعودية مثال يُحتذى

إن العلاقات السعودية البحرينية لم تكن وليدة اللحظة، ولم تكن كذلك إنما هي علاقة وطيدة تعد من أعمق وأوثق العلاقات الثنائية في منطقة الخليج العربي منذ عهد الدولة السعودية الأولى، حيث جمعت بين البلدين روابط الدين والجوار والنسب وكذا التاريخ المشترك، وأصبحت هذه العلاقة عبر عقود زمنية مثال يحتذى به ويتكرر كل عام في النصرة والتعاون الخليجي.
وكانت البداية منذ إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932م وتبادلت الزيارات الاستراتيجية بين الملك عبدالعزيز والشيخ عيسى آل خليفة رحمهما الله، وقامت علاقات دبلوماسية رصينة ورسمية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي اعترفت بدولة البحرين كدولة مستقلة، وبناء عليه تعززت العلاقات الثنائية في مجالات متعددة كالسياسة والاقتصاد والتعليم والصحة، وساندت الدولة السعودية البحرين في بناء مؤسساتها الحديثة، وفتحت دولة البحرين أحضانها أمام التبادل الاقتصادي والاستثماري السعودي، وتلى ذلك تأسيس مجلس التعاون عام 1981م وتبعه انتقال العلاقات السعودية البحرينية إلى مستوى جديد أكثر عمقاً وتنظيماً، وساعد ذلك على مواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز الموقف الخليجي الموحد في العديد من القضايا، ثم شهد عام 1986م العلامة الفارقة في العلاقات الثنائية وهو جسر الملك فهد الذي كان عبارة عن نقلة نوعية أسهم في تسهيل حركة الأفراد والتجارة والاستثمار السياحي، وأصبح رمزًا يحتذى به للوحدة.
ولم تنتهِ المواقف المشتركة في عام 1986م، بل دعمت المملكة مملكة البحرين عام 2011م، وكذلك وقوفها مع المملكة، ونذكر مبدأ المصير المشترك وأهمية وحدة الصف ودعم القضايا الإٍقليمية والدولية ومواجهة التحديات الخارجية.
ونطمح في مستقبل الأيام إلى إتمام مشروع جسر الملك حمد الذي سيعزز روابط التعاون والتبادل التجاري الاقتصادي، ويواكب خطط التنمية الكبرى ورؤية 2030 التنموية والمشاريع التنموية البحرينية.
وفي الختام، نؤكد على تشكيل علاقات سعودية بحرينية أخوية متينة ومتبادلة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهذه شراكة استراتيجية راسخة تمثل عمودًا من أعمدة الأمن والاستقرار والوحدة في منطقة الخليج العربي. حفظ الله دولتنا ومملكتنا ودام عزهم.
أستاذ التاريخ الحديث بجامعة بيشة – المملكة العربية السعودية