السير البطيء يساراً.. يتسبب بالازدحام والحوادث

سيد حسين القصاب
في الوقت الذي صُممت فيه الطرق السريعة لتسهيل الحركة المرورية وتقليل زمن التنقل، يبرز تحدٍ مزعج يواجه السائقين يومياً: السير البطيء في المسار الأيسر. فالمسار المعروف بأنه مخصص للتجاوز، بات يشهد تكدساً مرورياً بسبب بعض السائقين الذين يسيرون بسرعات أقل من المسموح بها، مما يؤدي إلى تعطيل حركة السير، التسبب في حوادث مرورية، وخلق حالة من التوتر بين مستخدمي الطريق.
مشكلة يومية
في جولة على أحد الطرق السريعة خلال ساعات الذروة، رصدنا العديد من المركبات تسير في المسار الأيسر بسرعة تقل عن الحد الأدنى المسموح به، وهذا ما يجعل السائقين المتجهين بسرعة مناسبة يضطرون إلى التجاوز من اليمين، في مخالفة مرورية أخرى لا تقل خطورة.
رأي الشارع
أكد سائق سيارة أجرة بخبرة 15 سنة محمد جمال، أن السير البطيء في المسار الأيسر أصبح مشكلة مزمنة تؤثر في انسيابية المرور، مشيراً إلى أن بعض السائقين لا يدركون أن هذا المسار مخصص للتجاوز فقط. وقال: «لا يجعلون أحداً يتجاوز ولا ينتبهون، وترى السيارات تتجمع من ورائهم مما يشكل ازدحامات، بالإضافة إلى كثير من الحوادث المرورية».
من جهته، ذكر خليفة يوسف، أنه يواجه هذا الموقف يومياً، خاصة في طريقه إلى العمل صباحاً، مؤكداً وجود العديد من السيارات الصغيرة والكبيرة أيضاً تسير بسرعة 80 أو حتى 90 في المسار الأيسر، بينما السرعة المخصصة لهذا الطريق 120، مبيناً أنه في بعض الأحيان يتأخر في الوصول إلى عمله.
من جانبها، أوضحت الطالبة الجامعية نورة علي، أن المشكلة تعود إلى ضعف الثقافة المرورية لدى بعض السائقين. وأضافت: «أعتقد أن المشكلة ليست في القانون، لأنه يوجد قوانين واضحة، بالإضافة إلى علامات السرعة في الشوارع السريعة التي تحدد سرعة الشارع، ولكن المشكلة في عدم التزام الناس بهذه القوانين، ولا بد أن يكون هنالك حملات توعية أكثر، وتشديد للعقوبات في الوقت ذاته.
الزاوية القانونية
تنص القوانين المرورية في أغلب الدول، ومن بينها دول الخليج، بوضوح على أن المسار الأيسر مخصص للتجاوز فقط، ويجب على السائقين الانتقال إلى اليمين بعد إتمام التجاوز، ومع ذلك، يفتقر كثير من السائقين إلى الوعي بهذه القاعدة، أو يتجاهلونها عمداً، وهذا قد يعرّضهم لغرامات، لكن الأهم أنه يعرض أرواح الناس للخطر. والسائق الذي يمشي في المسار الأيسر ببطء مخلف وراءه ازدحامات بإمكان دوريات المرور توقيفه وتغريمه بمخالفة.
وذكر المحامي فريد غازي أن قانون المرور يلزم السائقين الالتزام بسرعة الشارع من خلال عدم تجاوز السرعة المحددة، وفي الوقت نفسه عدم النزول عن هذه السرعة. وأكد أن أي انخفاض في السرعة المحددة يعطي الحق إلى دوريات المرور بتوقيف السائق وإعطائه مخالفة سرعة، كما لو كان متجاوزاً عن السرعة المحددة، مبيناً أن المخالفة تندرج تحت مخالفات السرعة، وتزداد شدة العقوبات في حال نتج عن تقليل السرعة أي حوادث مرورية.
ودعا غازي إلى الالتزام بالسرعة المحددة إلى كل شارع وعدم تعطيل حركة المرور، مبيناً أن المسار الأيسر مخصصة إلى السرعة الأعلى المحددة إلى كل شارع، بينما المسار الأوسط تقل فيه السرعة، ولكن دون تعطيل حركة المرور أيضاً، والحال نفسه بالنسبة إلى المسار الأيمن، لافتاً إلى أن الذهاب في المسار الأوسط والأيمن لا يعني تعطيل حركة المرور والمشي ببطء شديد.
الناحية المرورية
يربك السير البطيء في المسار الأيسر تدفق المركبات، ويؤدي إلى اختناقات مرورية مفاجئة، خصوصاً في أوقات الذروة. كما أن محاولة التجاوز من اليمين تشكل خطراً كبيراً على الجميع.
الجانب النفسي
وجود مركبة تسير ببطء في المسار الأيسر يخلق حالة من الغضب والتوتر لدى السائقين خلفها، مما قد يدفع بعضهم إلى ردود فعل متهورة، كالتجاوز الخطير أو استخدام «الهرن» بإفراط، وهو ما يفاقم حالة الطريق.
مسؤولية جماعية
في نهاية الأمر، لا يتعلق احترام القوانين المرورية بتجنب الغرامات فقط، بل هو مسؤولية جماعية لحماية الأرواح وتسهيل حياة الناس، ولعلّ الالتزام باستخدام المسار الأيسر بشكل صحيح هو أبسط صور هذه المسؤولية، لكنه يحمل أثراً كبيراً على السلامة العامة وسلاسة الحركة المرورية.