بعد عشرين عاماً من العطاء… نادي الصم البحريني يواجه قرار الحل وأعضاؤه يناشدون القيادة

لم يكن نادي الصم البحريني مجرد كيان رياضي. منذ تأسيسه في عام 2005، كان مساحة آمنة، ومنبراً للأمل، وصوتاً لفئة عزيزة على قلوبنا، لطالما عانت من التهميش والصمت، حتى وُجد هذا النادي الذي منحها الاندماج والتمكين.
في قرار مفاجئ، أعلنت الهيئة العامة للرياضة هذا الأسبوع عن حل نادي الصم البحريني، لتسدل الستار على مسيرة امتدت لعشرين عاماً من العمل المخلص والدور المجتمعي الفريد. القرار نزل كالصاعقة على أعضاء النادي وأسرهم، وعلى كل من تابع قصة نجاح هذا النادي الذي لم يكن يومًا عبئاً، بل نموذجاً للتكامل والاندماج الاجتماعي.
منذ انطلاقته، احتضن النادي مئات الشباب من الصم، وساعدهم على تجاوز عزلتهم، فمثّلوا البحرين في البطولات العالمية، ورفعوا علمها عالياً. من ذهبية الخليج في البولينغ عام 2005، إلى برونزية آسيا في كوريا 2012، كان شباب النادي سفراء حقيقيين للوطن.
لكن إنجازهم الأهم لم يكن في الميداليات فقط، بل في كسر الحواجز، وبناء الثقة، وصناعة حياة كريمة.
وفي بيان مؤثر، عبّر مجلس إدارة النادي عن مشاعر الصدمة، مؤكدًا التزامه بالدفاع عن النادي بكل الوسائل القانونية والرسمية. وجاء في البيان:
النادي الذي تأسس منذ عام 2005، وظل يرعى رياضة الصم بكل إخلاص، لن يكون مجرد ذكرى. لقد تشرّفنا برفع علم المملكة في بطولات العالم، وكان منارة حقيقية للصم في الداخل والخارج.
نؤمن أن صوتنا سيصل، ونضع كامل ثقتنا في سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، الذي وقف دائماً مع فئة الصم، وسمو الشيخ ناصر بن حمد الذي سطرً بالذهب الإنجازات الرياضية في المملكة وسمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الذي لا يألوا جهدا لمراعاة شباب المملكة، بأن يمدوا لنا يد الدعم كما عهدناهم دوماً في هذه اللحظة الصعبة، إننا نرفع باسم أعضاء النادي مناشدتهم إلى سمو الشيخ خالد بن حمد، وسمو الشيخ ناصر بن حمد، بأن يصدر قرار كريم بإعادة نشاط النادي، ليعود لأداء رسالته التي لا يُغني عنها أي بديل.
فهذا الصرح، الذي بُني على الصبر والحلم والإرادة، يستحق أن يُحافظ عليه، لا من أجل الماضي فقط، بل من أجل أجيال من الصم الذين يرون فيه بيتهم الوحيد.
وإذ يجدد مجلس إدارة نادي الصم البحريني الرياضي ثقته الكاملة في سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، فإنه يرفع نداءً خاصاً لسموه، بصفته رئيس الهيئة العامة للرياضة، بطلب التشرف بلقاء أعضاء وممثلي النادي، بعد أن بقيت مطالبهم بلقاء سموه، وللأسف، معلّقة على أعتاب مسؤولي الهيئة دون إنصاف أو تجاوب.
لقد بذلنا كل الطرق الرسمية، وطرقنا كل الأبواب، لكن صدى الصوت توقف قبل أن يصل إلى صانعي القرار. إننا نؤمن أن اللقاء مع سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة سيكون بداية الحل، وفرصة لإيصال صوت مجتمع بأكمله ما زال ينتظر العدل والاعتراف والدعم.