الرئيس التنفيذي لـ “بابكو إنرجيز”: تطبيق تقنيات المفاعلات النووية الصغيرة خلال السنوات المقبلة

سيد حسين القصاب
كشف الرئيس التنفيذي لشركة “بابكو إنرجيز” مارك توماس اقتراب مشروع تحديث مصفاة بابكو من دخول مرحلة التشغيل الكامل، لجانب إجراء بحث لتطبيق تقنيات المفاعلات النووية الصغيرة خلال السنوات القادمة، ضمن رؤية استراتيجية شاملة.
ودعا الرئيس التنفيذي لشركة “بابكو إنرجيز” إلى تحقيق توازن عملي بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، مشددًا على أن العالم لا يعيش مرحلة “خروج من الهيدروكربونات”، بل يشهد إضافة نوعية إلى مزيج الطاقة العالمي، قبل أن يؤكد أن أمن الطاقة لم يعد خيارًا، بل أولوية استراتيجية.
وقال، خلال كلمته في النسخة الثانية والثلاثين من مؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز (MPGC 32)، أن التحديات العالمية مثل التوترات السياسية، الاضطرابات في سلاسل الإمداد، والانقسامات التنظيمية، أصبحت واقعًا دائمًا يفرض على القطاع الطاقي إعادة التفكير في المفاهيم التقليدية، مبينًا أن أمن الطاقة لم يعد خيارًا، بل أولوية استراتيجية.
وأوضح عن أن عام 2024 شهد وصول توليد الكهرباء من مصادر الرياح والطاقة الشمسية إلى 15% من إجمالي الإمدادات، بينما بلغ إنتاج النفط العالمي أعلى مستوياته في التاريخ.
وأشار إلى أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي ارتفع كذلك بنسبة 3%، مدفوعًا بالطلب القوي في آسيا وأوروبا.
وشدد على أن الواقع الحالي لا يعكس “انتقالًا بعيدًا عن الوقود الأحفوري”، بل دخولًا في دورة “إضافة طاقة”، مشيرًا إلى أن النفط والغاز ما زالا يشكلان الأساس لمستقبل الطاقة، وليس عائقًا أمام التحول.
واستعرض مبادرة بابكو إنرجيز الأخيرة والمتمثلة في توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة EOG Resources لاستكشاف الغاز غير التقليدي.
أوضح أن هذه المشاريع لا تعكس فقط طموحات الاستكشاف، بل تبني الثقة بقاعدة الموارد المستقبلية، وتفتح آفاقًا جديدة بفضل اعتمادها على أحدث التقنيات المتقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وأعلن اقتراب مشروع تحديث مصفاة بابكو، البالغة كلفته 7 مليارات دولار، من دخول مرحلة التشغيل الكامل، مؤكدًا أنه سيرتقي بكفاءة التكرير، ومرونة المنتجات، والأداء البيئي.
وعبّر الرئيس التنفيذي لشركة بابكو عن أسفه على فقدان ثلاثة موظفين في حادث مؤسف الشهر الجاري، مؤكدًا أن السلامة تبقى في صميم أولويات الشركة وركيزة لا غنى عنها في كافة العمليات.
وكشف عن دراسة بابكو إنرجيز لمشاريع الطاقة البديلة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البحرية، إلى جانب بحث تطبيق تقنيات المفاعلات النووية الصغيرة خلال السنوات القادمة، ضمن رؤية استراتيجية شاملة.
ودعا المشاركين إلى التفكير طويل الأمد، والتخطيط لمستقبل طاقي مرن ومستدام، مشيرًا إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تتطلب إجابات متكاملة حول مصدر الطاقة الذي سيدفعها.
واختتم بالتأكيد على أن مؤتمر MPGC ليس مجرد فعالية دورية، بل منصة حقيقية لتبادل الحلول العملية، ودفع عجلة التقدم في قطاع الطاقة نحو مستقبل أكثر توازنًا وكفاءة واستدامة.