«الخليج العربي» تؤكد دور الابتكار في ترسيخ ريادة التعليم الطبي خلال مشاركتها في مؤتمر التعليم الطبي الدولي في ماليزيا


عرض أكاديميون من جامعة الخليج العربي عرضين جسّدا دور الجامعة في الابتكار في التعليم الصحي وتعزيز نظم الجودة والمساءلة الاجتماعية وفق أعلى المعايير العالمية، في مؤتمر التعليم الطبي الدولي IMEC–ICME 2025 الذي استضافته حديثاً الجامعة الطبية الدولية (IMU) في ماليزيا.
قدمت رئيسة قسم الكيمياء الحيوية بكلية الطب والعلوم الصحية الدكتورة مي ساتر العرض العلمي الأول بعنوان “جامعة الخليج العربي كنموذج إقليمي لمشاركة أصحاب المصلحة في التعليم العالي والتعليم الصحي”، حيث سلط العرض الضوء على نهج الجامعة في بناء جسور بين الأطر التعليمية العالمية مثل معايير الاتحاد العالمي للتعليم الطبي (WFME) وبين الاحتياجات الواقعية وأسواق العمل الإقليمية، ضمن رؤية شاملة تتناغم مع رؤية مجلس التعاون 2030.
وأكدت خلال العرض أن إشراك أصحاب المصلحة يحوّل الإصلاحات التعليمية من جهود متفرقة إلى منظومة متكاملة من الثقة والتعاون، مشيرةً إلى أن جامعة الخليج العربي تجعل المشاركة جزءًا أصيلًا من الحوكمة والثقافة المؤسسية، لا مجرد مظهر رمزي، من خلال نظام حوكمة متكامل يضم المؤتمر العام، مجلس الأمناء، ومجلس الجامعة، بما يضمن تمثيل صُنّاع القرار من الجهات الحكومية والوزارات والقطاعات الصناعية إلى جانب الأكاديميين.
استعرضت الدكتورة ساتر برنامج الكراسي العلمية بجامعة الخليج العربي الذي يحظى بدعم قادة الخليج من أمثال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والسلطان قابوس بن سعيد، بوصفه نموذجًا لتحويل الاستثمار الإقليمي إلى قيادة معرفية وبحثية مستدامة، مقدمةً أمثلة عملية لجهود الجامعة في إشراك مختلف فئات أصحاب المصلحة.
واستشهدت بعدد من المبادرات كجعل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس شركاء في التطوير، من خلال مبادرة «أصوات الجودة – Quality Voices»، التي تمكّن الطلبة من المشاركة في لجان الجودة وتطوير المناهج وفق معايير WFME وNCAAA، وجعل الحكومات وأصحاب العمل شركاء استراتيجيين، إذ تعمل الجامعة على مواءمة برامجها مع رؤية 2030 لضمان توافق المخرجات مع احتياجات سوق العمل الخليجي، كما في مشروع المقارنة المعيارية مع الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا – جامعة البحرين الطبية (RCSI).
وفي سياق المبادرات، أشارت إلى دور المجتمع والمرضى كشركاء في المساءلة الاجتماعية، من خلال إشراكهم في مجالس الكليات واللجان الأساسية، لتعزيز ارتباط التعليم الصحي باحتياجات المجتمع الواقعية، مؤكدةً “إن عولمة التعليم الطبي لا يمكن أن تُفرض من الأعلى، بل تُبنى بالتشارك مع من يعيشون التجربة ويصنعونها. علينا أن نبني أنظمة تعليمية عالية الجودة، وعالية الثقة”.
وخلال المؤتمر، قدمت من جانبها أستاذة التعليم الطبي المساعدة بجامعة الخليج العربي الدكتورة أرتشانا برابهو كومار العرض البحثي الثاني بعنوان: “التحقق من فاعلية تدريب المرضى المحاكين لتعليم وتقييم مهارات أخذ التاريخ المرضي لدى طلبة الطب في اختصاص أمراض النساء والتوليد”، موضحة أن البحث الذي شارك فيه فريق متعدد التخصصات من أقسام التعليم الطبي وأمراض النساء والتوليد والأناتومي والطب المجتمعي ومركز المهارات والمحاكاة الطبية، يهدف إلى تطوير برنامج تدريبي منظّم للمرضى المحاكين يضمن الواقعية والثبات والجودة التعليمية في تقييم مهارات الطلبة السريرية.
وقالت: “قوة المحاكاة لا تكمن في الواقعية وحدها، بل في القدرة على التأمل والتعلم من خلال الممارسة والتغذية الراجعة في بيئة آمنة، ويعكس هذا المشروع التزام جامعة الخليج العربي الراسخ بالتعليم القائم على الأدلة، والتعاون بين التخصصات، والتحسين المستمر للجودة بما يتوافق مع معايير الاتحاد العالمي للتعليم الطبي (WFME) وهيئة الاعتماد الأكاديمي الوطنية (NCAAA)”.
وتجسد مشاركات جامعة الخليج العربي في مؤتمر IMEC–ICME 2025 رؤيتها الموحدة نحو تعليم صحي عالي الجودة، قائم على الشراكة، والابتكار، والمساءلة الاجتماعية، وذلك في سياق تعزيز مكانتها كمنارة إقليمية للتعاون والتميز الأكاديمي، استعدادًا لاستضافة الحدث العالمي القادم المؤتمر الدولي للتعليم الطبي (ICME 2027) في العاصمة المنامة، بالشراكة مع جامعة رفاه الدولية (باكستان).




