الأسهم الأوروبية تنتعش بقوة وسط تراجع المخاوف النقدية وتحسن البيانات الاقتصادية

شهدت البورصات الأوروبية اليوم حالة من الانتعاش الجماعي، في ظل موجة تفاؤل سادت أوساط المستثمرين بعد تراجع المخاوف بشأن التشديد النقدي، وصدور بيانات اقتصادية إيجابية في عدد من الاقتصادات الكبرى داخل القارة، حيث أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية جميعها تقريبًا على ارتفاعات قوية، باستثناء الأسواق الروسية التي واصلت تأثرها بالعقوبات والضغوط السياسية.
هذه التحركات تعكس تحسنًا تدريجيًا في شهية المخاطرة داخل المنطقة الأوروبية، وسط توقعات باستمرار الزخم في حال تواصلت الإشارات الإيجابية من البنوك المركزية وشركات القطاع الخاص.
أداء الأسهم
DAX (ألمانيا): سجل ارتفاعًا قويًا بلغ +674.03 نقطة ليغلق عند 21,952.71، مدعومًا بنتائج إيجابية من شركات صناعية ومالية كبرى، وتحسن في مؤشرات مديري المشتريات (PMI) للقطاع الصناعي الألماني.
Euro Stoxx 50 (منطقة اليورو): ارتفع بنسبة +2.86% مغلقًا عند 5,103.45 نقطة، مستفيدًا من انتعاش أسهم شركات الطاقة والتكنولوجيا، في ظل تفاؤل حيال استقرار أسعار الفائدة على المدى القريب.
CAC 40 (فرنسا): أضاف +155.89 نقطة ليغلق عند 7,482.36 (+2.13%)، وسط أداء لافت لأسهم شركات السلع الفاخرة والطاقة، حيث خفت ضغوط التضخم بعد تراجع أسعار السلع الأولية، مما زاد شهية المستثمرين.
IBEX 35 (إسبانيا): صعد إلى 13,205.33 (+1.60%) بدعم من البنوك وشركات الإنشاء، مدفوعًا بارتفاع الإنفاق المحلي وتفاؤل بشأن التعافي في قطاع السياحة.
AEX (هولندا): تقدم بنسبة +1.45% ليصل إلى 869.67، مع صعود في قطاع التكنولوجيا وأسهم الاتصالات.
SMI (سويسرا): ارتفع +171.60 نقطة (+1.47%)، مستفيدًا من استقرار في أسهم الرعاية الصحية والبنوك.
FTSE 100 (بريطانيا): أنهى الجلسة عند 8,408.36 (+0.96%) رغم الضغوط على القطاع العقاري، إلا أن ارتفاع أسعار النفط ساعد في دعم أسهم شركات الطاقة والبنوك.
PSI (البرتغال): سجل أداء مستقرًا نسبيًا بارتفاع طفيف بنسبة +0.10%، في ظل توازن في الأداء بين القطاعات المالية والخدمية.
الأسواق المتراجعة:
RTSI وMOEX Russia (روسيا): سجلا تراجعًا بنسبة -1.54% و-0.45% على التوالي، والانخفاض يعكس استمرار الضغوط الناتجة عن العقوبات الغربية، إلى جانب تقلّب في أسعار النفط والغاز.
تحليل فني ورؤية مستقبلية
تشير التحركات الحالية إلى كسر مستويات مقاومة فنية مهمة، خاصة على مؤشر DAX الذي تجاوز حاجز 21,900 نقطة، ما يفتح المجال لمزيد من المكاسب إذا ما استمرت المعنويات الإيجابية.
أما على مستوى المخاطر، فإن أي تصريحات متشددة من المركزي الأوروبي أو صدمة في بيانات أرباح الشركات قد تعرقل هذا الصعود.
السوق يتجه إلى أسبوع حاسم يتخلله تقارير أرباح إضافية، إلى جانب مراقبة الأسواق لقرارات السياسة النقدية المقبلة، ومن المتوقع أن تظل الأسواق في نطاق إيجابي مع ميل للحيطة حتى تتضح معالم السياسات المالية والنقدية للفصل الثاني.